:D :D
(21) فائدة في صلاة الخسوف
(21) فائدة في صلاة الخسوف
الحمد لله .
أما بعد :
*فقد قال الله تعالى (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) ، وقال : (وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) .
*الشمس والقمر من آيات الله ، فإذا قامت القيامة كورت الشمس وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر.
*وقد جعل الله الخسوف والكسوف في الدنيا تذكيراً للعباد .
*وكان النبي صلى الله عليه وسلم عند حدوث هذه الآية العظيمة يفزع إلى الصلاة .
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: ( خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ ، فَكَبَّرَ ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً ، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا .
ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى ، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ أَدْنَى مِنْ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ.
ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ .
وَانْجَلَتْ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ ) رواه مسلم (1500).
*وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا ، وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ ) رواه مسلم (1499).
* وجمهور العلماء على أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة ليست بواجبة ، ونقل بعضهم الإجماع على ذلك ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة ، وقال بعضهم : فرض كفاية .
* تشرع صلاة الخسوف عند رؤيته بالبصر ؛ لحديث : ( فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ ، فَصَلُّوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ) ، فلو حال غيم دون رؤية الخسوف فلا تُشرع الصلاة .
*على فرض أنه رئي خسوف القمر قبل غروب الشمس ، فلا يصلي الخسوف إلا بعد الغروب ؛ لأن القمر آية الليل .
* إذا اجتمعت صلاة الخسوف أو الكسوف مع صلاة حاضرة من الصلوات الخمس ، فتقدّم صلاة الفرض ، ثم تُصلى صلاة الخسوف .
* إذا انتهوا من صلاة الفرض ، فلا مانع أن يأتوا بأذكارها وسنتها الراتبة ، ثم يشرعون في صلاة الخسوف.
* يشرع النداء " الصلاة جامعة " ولو كان الناس في المسجد بعد الفريضة مجتمعين ، وذلك عملا بالسنة ، وتنبيها لمن لم يحضر كالنساء والمرضى في البيوت .
* من حضر المسجد أثناء صلاة الخسوف ، ولم يصل المغرب صلاها أولا ، ثم دخل معهم في صلاة الخسوف .
* إذا دخل المسجد وصلى معهم بنية المغرب ، ثم تبين له أنهم يصلون الخسوف نوى المفارقة وأتم لنفسه المغرب ، ثم لحقهم في صلاة الخسوف نظراً لاختلاف الصفة .
* الذي استفاض عند أهل العلم وهو الذي استحبه أكثرهم أنه عليه الصلاة والسلام صلى بهم ركعتين ، في كل ركعة ركوعان ، يقرأ قراءة طويلة ، ثم يركع ركوعا طويلا.
ثم يقوم فيقرأ قراءة طويلة دون القراءة الأولى ، ثم يركع ركوعا دون الركوع الأول ، ثم يسجد سجدتين طويلتين ، وثبت عنه أنه جهر بالقراءة فيها .
* قراءة الفاتحة وما يليها بعد الركوع الأول سنة لا تبطل الصلاة بتركه ، فلو نسي القراءة بعد الركوع الأول من الركعة ، فالصلاة صحيحة .
* لا تدرك الركعة بالركوع الثاني ، وإنما تدرك بالأول ، فمن فاته الركوع الأول من الركعة في صلاة الخسوف فقد فاتته الركعة ، وعليه قضاؤها .
* إذا انتهت صلاة الخسوف قبل انجلائه انشغلوا بالذكر والدعاء والاستغفار حتى ينجلي ، والرباط في المسجد من المغرب إلى العشاء حسن يحقق مصالح شرعية.
* صلاة الخسوف مع الجماعة أفضل ، وتجوز فرادى لاسيما من فاتته في المسجد.
* لا بأس أن تصلي المرأة صلاة الكسوف في بيتها ، وإن خرجت للمسجد بالشروط الشرعية كما فعلت نساء الصحابة فهو أفضل وفيه خير .
*يُشرع عند الخسوف بالإضافة إلى الصلاة : ذكر الله ، ودعاؤه ، والتوبة ، والاستغفار ، والصدقة ، والعتق ، ووعظ الناس ، وتخويفهم بالله.
*من الغفلة ومما يُؤسف له دعوة الناس إلى اصطحاب تلسكوباتهم ومناظيرهم والانشغال بالرصد والتصوير عن الصلاة، فأين الفزع النبوي الذي ثبت في السنٌة؟
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول. اتمنى يتثبت.